العنف التربوي وانعكاساته على التحصيل الدراسي في المرحلة الابتدائية
الكلمات المفتاحية:
العنف التربوي , انعكاساته على التحصيل الدراسي في المرحلة الابتدائيةالملخص
إن قسوة الظروف التي عاشها المجتمع العراقي خلال الحقبة الماضية, وصور العنف المتعددة الأشكال والمضامين,كان لها اثرها الضاغط بقوة على أبناء المجتمع, بمرور ثلاثة حروب مدمرة وحصار اقتصادي قاسٍ أمتص جذور العاطفة لدى الكثير من الناس, وبحسب قانون رد الفعل فان (العنف يولد العنف) تتحقق بصورة واضحة في المجتمع العراقي, إذ يمكن ملاحظة السلوك العنيف بأشكال مختلفة (لفظي- تخريبي - مشاجرات –جسدي- جنسي الخ) في الأسرة, والشارع, والعمل، والمدرسة، وأصبح أبناء المجتمع يستثارون لأبسط الأسباب، لذلك من الطبيعي أن يكون الطفل أول المتأثرين بهذه الموجات من العنف لأسباب كثيرة منها ما يتعلق بمرحلتهم العمرية الصغيرة، وآخر يتعلق بالمحيطين به.
مما خلق علاقة متوترة بين الأطفال والبيئة المحيطة بهم، والتي تعد الحاضنة والمشكلة لتكوينه النفسي والبيولوجي والإجتماعي، وفي حال وجود اي تناقض فيما بين هذه التكوينات او توافقها باتجاه مغاير لعناصر النمو (النفسية والعقلية والإجتماعية والجسمية) فسيؤدي بالنتيجة الى انتكاسة بل خلل تام في الشخصية.
لقد تنبهت الدراسات والبحوث الى مشكلة ممارسة العنف ضد الأطفال في جميع النواحي التربوية لذا نبه الكثير منهم الى حقيقة هذا الأمر وأوصى البعض منهم على ان ((لا تدربوا الأولاد بالقوة, أو الخشونة ,ولكن وجهوهم إلى العمل بما يسلي عقولهم, وبذلك تصبحون أكثر قدرة لان تكتشفوا بدقة العبقرية الخاصة لكل واحد منهم )). (إبراهيم,1992: 22).
ولقد أكد علماء النفس على انه من الخطأ أن نعتقد بأن الأطفال ليس لديهم شعور أو إحساس بما يحدث لنا من مشكلات أو أحداث مؤلمة وإنهم يعيشون في عالم خالي من المشاكل ,بل بالعكس فقد أثبتت الدراسات بأن الأطفال يشعرون بما نشعر به نحن الكبار ولهم مشكلاتهم التي تهدد سعادتهم والتي نكون نحن سبباً رئيساً لها . فهم يشعرون بآلامنا وأحزاننا لهذا نلاحظهم يتصرفون بكل ما يمتلكونه من قدرات للتغلب عليها وفق طريقتهم الخاصة بهم ,ونظراً لصغر سنهم وعدم قدرتهم على مشاركة الكبار في مواجهة هذه المشكلات لعدم السماح لهم بذلك , نجدهم يستعملون أساليب مرفوضة للتغلب عليها ويظهر هذا التعبير واضحاً في أنواع مختلفة من العنف تجاه أنفسهم أو تجاه الآخرين ولاسيما مع أقرانهم أثناء اللعب(عبد الحسين,2005: 1).