أثر إستراتيجية الملخصات القبلية على التحصيل الدراسي لطالبات الصف الثالث المتوسط في مادة التربية الأسرية

المؤلفون

  • رنا فاضل عباس جامعة بغداد /مركز الدراسات التربوية والأبحاث النفسية

الكلمات المفتاحية:

إستراتيجية الملخصات القبلية , التربية الأسرية

الملخص

لقد أدت التطورات العلمية والتقنية وتطبيقاتها العملية في مختلف ميادين الحياة بشكل عام وميدان التربية والتعليم بشكل خاص إلى ظهور تغيرات في البناء التعليمي وطرائق التدريس بصيغتها الحديثة التي تنسجم في مجملها وروح العصر مما دعى المؤسسات التربوية والتعليمية وبإيعاز إلى الباحثين والمهتمين بهذا الميدان الى ضرورة متابعة الاتجاهات الحديثة ونواحي التجديد لمحتوى العملية التعليمية فيما يتعلق بالمجالات المعرفية والمهارية لتحقيق الأهداف التعليمية المنشودة.فالعملية التعليمية كما يصفها (موسى) تعد عملية "منظمة صادقة تسعى لغايات ترتبط بحاجات المتعلم من جهة وأهداف المؤسسة التعليمية التي يتعلم فيها المتعلم من جهة اخرى، فهي تتوخى التخطيط الجيد لزيادة خبرات المتعلمين واكسابهم المعلومات والمهارات اللازمة لاغناء حياتهم، وذلك من خلال اختيار المواد التعلمية الملائمة لقابلياتهم وقدراتهم ومدراكاتهم الحسية التي يتم بناؤها على وفق طرائق واساليب التدريس الحديثة"  (موسى، 1984، ص23).

وتأكيداً على اهمية التخطيط لأي منهج بغية تحقيق لما وضع لأجله فأننا نتوقف عند تأكيد (بيترز) على ان "تخطيط المنهج بشكل عام او تخطيط جزء منه يبقى لغواً لا منطقاً فيه ما لم تكن الأغراض التي يتوخى بلوغها منه قد حددت بصورة واضحة وصريحة لا لبس فيها"                (بيترز، 2001 ،ص117).

أن الهدف الأساسي لاغلب دول العالم هو تنمية القدرات العقلية للإنسان وأصبح مقدار تقدم تلك الدول يقاس بقدرتها على تنمية عقول أبنائها والعمل على استثمارها بل انه أصبح الشرط الأساسي للنهوض بالمجتمع.   (الحيلة ،2000، ص161).

وأصبحت مهمة القائم بالتعليم (التدريسي) تنمية القدرات العقلية المعرفية والمهارية لدى المتعلمين الذين يعملون على توظيف هذه القدرات في حل المشكلات التي تواجههم في مراحل حياتهم المختلفة، اذا أثبتت الدراسات والبحوث العلمية التي اجريت في ميدان التربية والتعليم ان المتعلمين الذين  يدرسون على منهج يتضمن حل المشكلات فانهم يحققون نمواً ملحوظاً في قدراتهم على استخدام التفكير العلمي وحل المشكلات .   (قلادة،1981، ص149).

كما أكدت الاتجاهات الحديثة في التربية والتعليم على جعل المتعلم محوراً للعملية التعليمية واعتبار المؤسسات التعليمية بيئات ثرية بخبرات متنوعة وفرص تعلم متعددة تعمل على تنمية قدرات المتعلم واستثارة ذهنهُ ووجدانه ويتفاعل مع ما توفره هذه البيئة فتثمر عن ذلك حصيلة جيدة من التحصيل (المعرفي والمهاري) وما قد يصاحبه من أبداع وابتكار. لذا أصبح التركيز على المتعلم والتعرف على قدراته وحاجاته وأهدافه وأساليب تعلمهُ أساسا لتخطيط تلك البيئة والعمل على تهيئة انماط تعليمية متعددة من توفر الخبرات والمواد التعليمية التي تدفعه وتساندَهُ في تعلمه، وكذلك التأكيد على أهمية التخطيط للتدريب وتنمية جميع الحواس لتأهيلها للاشتراك الناجح في عمليتي التعليم والاتصال كونها تعد أبواب المعرفة عند الإنسان ومنافذهَ للاتصال بالعالم الخارجي التي تستقبل الرسائل المحملة بالمعلومات الموجهة للفرد المتعلم. (المنشئ، 1984 ، ص36-56 ).

إنَّ الاهتمام بالطرائق التدريسية الحديثة والأساليب والاستراتيجيات المتنوعة يكمن في جعل الطالب نشطاً وحيوياً في العملية التعليمية وهذا ما أكدته العديد من الدراسات.وأوصت بضرورة وجوب الخلاص من قيود وأساليب التلقين والترديد والمراجعة والاستذكار الآلي ومتابعة الاتجاهات التربوية الحديثة ونواحي التجديد في طرائق التدريس والسعي لتجربتها والانتفاع بالصالح منها.  وقد عُدَّ سوء اختيار طريقة التدريس من الأسباب المؤدية إلى ضعف التحصيل الدراسي . فالطرائق التقليدية تؤدي إلى تحويل الطالب إلى آلة حفظ الحقائق والمعلومات من دون تعمق وتفكير، مما يؤدي إلى سلبية أثر المتعلم في العملية التعليمية (الكناني،2:2000).هنا ظهرت الحاجة إلى دراسة عملية بتقديم طريقة بإطار جديد في التدريس لتحل محل الأساليب التقليدية التي أصبحت غير قادرة على تلبية حاجة الطلبة على وفق الأهداف المرسومة سعياً لاستمرارية التطوير والمعالجة والارتقاء بمستوى تحصيل الطلبة.

والتربية الأسرية كونها علماً وميداناً دراسة يهدف الى خدمة الاسرة والمجتمع ويركز بصفة خاصة على المرأة وذلك عن طريق توجيه تعليمها الى الدراسة التي تتناسب وطبيعتها ولاتتعارض مع دورها في المجتمع كونها ربة أسرة صالحة.لذلك تهتم التربية الأسرية أول ما تهتم بالمرأة كونها ربه أسرة من جانب وكونها تمثل نصف الموارد البشرية المعتمد عليها في تنفيذ برامج التنمية.    (كوجك،1977،ص40)

وبما ان موضوع "الالوان " و"حفظ الاغذية" التي تعد جزءاً من مادة التربية الاسرية  التي تدرس لطالبات الصف الثالث متوسط تركز على اسس وقواعد علمية فان دراستها وفهمها يحتاج من المتعلم ان يأخذ بنظر الاعتبار جانبيين مهمين يتعلق الأول بالأطر النظرية المعرفية والثاني يتمحور بالجانب المهاري التطبيقي وهما يشكلان المنهج المتكامل لهذه المادة . ولغرض تنمية التذوق الفني لدى الطالبات ومساعدتهم في اختياروتنسيق الوان ملابسهم وترشيد الاستهلاك .لذلك ارتأت الباحثة بناءً على ذلك الخوض في تجريب أسلوب جديد قد يسهم في فهم  هذه المادة وتوصيلها للطالبات بطريقة مفهومة ومختصرة وتناسب مستوى تعلمهم. وقد تمثل ذلك بالاعتماد على  استخدام  إستراتيجية الملخصات القبلية والتعرف على أثرها على التحصيل الدراسي لدى طالبات الصف الثالث متوسط في مادة التربية الأسرية.

 

التنزيلات

منشور

2009-10-04

إصدار

القسم

المقالات