أسلوب التربيـة بالحب
Keywords:
أسلوب التربيـة بالحبAbstract
الناس أصناف منهم من يحب ومنهم من يكره ومنهم بينَ بين لا تعرفه مُحبّاً ولا كارهاً!! وإذا أسقطنا هذا التصنيف على المعلم، فسيكون لدينا ثلاثة أيضاً: معلم محبُّ لتلاميذه، ومعلمٌ مُبغض لهم، وثالث لا تحس منه حباً ولا كرهاً، يؤدي واجبه بشكل آلي بغير عاطفة.
الحب أصل والبغض فرع، والحب قاعدة والبغض استثناء، كما إن الرفق خير والعنف شرّ، والوحدة رحمة والفُرقة عذاب، كما إنّ الخير أصلٌ والشرّ طارئ، والعدل أساسٌ والظلم دخيل، والحب ألفةٌ وجماعةٌ، والبغض وحدة وتنافر، والحب خير وعطاء والبغض شرٌّ ومنعٌ.
الحب يولِد الرفق واللهُ يحب الرفق، والحب صفة المربي والمعطي، فالله يتحبب إلينا بالعطاء، والحب خير، والله دعانا إلى هذا الخير، بل جعل حبه أحب الأشياء، فقال تعالى يصف عباده: ]والذينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً للهِ[. ودعانا إلى حب رسوله (صلى الله عليه وسلم) والمؤمنين حباً خالصاً على لسان نبيه: (ثلاثٌ من كنّ فيه وجد بهن حلاوة الإيمان أن يكُونِ اللهُ ورسولُه أحبَّ إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلاّ لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يُقذَفَ في النار). [البخاري عن أنس برقم 8[ و]مسلم برقم 60[
إن شجرة الحب ممدودة الظلال، يانعة الثمار، من تفيّأ ظلالها سعد، ومَن تركها لفحته حرارة النكد والنحس. لذا كان الحب من أمضى أسلحة التربية في يد المربي، والتربية بالحب من أعظم ما أنعم الله به على المربي، وإنّ الله تعالى يُعطي على الحب والرفق مالا يُعطي على البغض والعنف. لقد كان من ثمرات التربية النبوية بالحب خير أمة أُخرِجت للناس، ومهما تغنى الناسُ بالحب الكاذب، ذي الأهداف الهابطة، يبقى الحب في الله أصدق وأنفع وأبقى. قال تعالى: ]الأَخِلاّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاّ الْمُتَّقِينَ[. ]الزخرف/ 67[ وبعد فقد جاء في الحديث: (المتحابّون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء).
]الترمذي، ج4 ص597، رقم 2390[