أزمة النزوح والأمن الانساني في العراق "تحديات التكيف ومخاضات الانتماء" " دراسة ميدانية للأسر النازحة في بغداد واربيل "
الكلمات المفتاحية:
أزمة النزوح والأمن الانساني في العراقالملخص
تنامى في السنوات الأخيرة اهتمام المجتمع الدولي والمنظمات الدولية الحكومية وغير الحكومية إلى بعدٍ جديدٍ من النزوح السكاني ، يسمى بالنزوح داخل البلد نتيجة النزاعات وتمدد الجماعات التكفيرية ، إذ تستخدم جمل لوصف تلك النزاعات من قبيل نزاع قائم على الهويات أو نزاع عرقي أو نزاع طائفي , في محاولة لتحديد طبيعة تلك النزاعات وتوصيفها. في مثل تلك الظروف التي يعصف بها النزاع , تقاس قيمة المواطن ، وهو شخص لا يشارك بصورة مباشرة في النزاع ، بمقدار المكاسب المحتملة التي يمثلها ذلك الشخص للجهات المتصارعة ، إذ كان المدنيون من قبل ضحايا غير مباشرين للعمليات العسكرية , أصبحوا الآن أداة السياسة المفضلة للمتحاربين . فعندما لا يكون السكان أهدافا مباشرة للهجمات, يتخذوا رهائن أو يجندوا قهراً أو يجبروا على أعمال السخرة, أو يرحلوا لتحقيق توازن سكاني أو سياسي أو عرقي أو طائفي . لقد أصبحت مشكلة الأشخاص النازحين داخل ارض الوطن ، ظاهرة معترفاً بها اليوم وأصبحت جزءاً مهماً من عناصر منظمات حقوق الانسان والامن الانساني .
وتألف البحث من جانبين نظري وميداني ، وهدف الى تسليط الضوء على انعكاسات أزمة النزوح في ظل غياب الامن والاستقرار الاجتماعي وعلى مبادئ حقوق الانسان و مؤشرات التنمية البشرية ، فضلاً عن تشخيص الاسباب التي أدت الى استدامة أزمة النزوح في العراق على مر التاريخ وتعاقب الانظمة الحاكمة عليه ، وانعكاساتها على تصنيف الهوية
وتحديد معوقات عدم التكيف والاندماج مع عادات وتقاليد مجتمع النزوح وانعكاساتها على انتماءاتهم.
ووظف البحث اطاراً نظرياً لتفسير الظاهرة المدروسة ، والبحث الميداني اعتمد عينة عشوائية حجمها (211) مبحوثاً من أرباب الاسر النازحة في اربيل وبغداد ، وأيضاً استخدم عدة مناهج علمية وأدوات احصائية لجمع البيانات بغية تحليلها ، وحدد البحث خيارات التدخل كسبل للعلاج .