التوافق النفسي الاجتماعي وعلاقته بظاهرة العنف لدى أطفال مرحلة ما قبل المدرسة

الملخص

تعد الطفولة من مراحل الحياة المهمة في بناء شخصية الفرد وفيها يكتسب الاطفال أهم الخبرات .ويعد توفير مستلزمات النمو السليم من الامور االتي تساعدهم في تحقيق طفولة مستقرة وسوية ويعد العنف من المؤشرات التي يمكن ان تحدد مدى سواء الشخصية أو مرضها .فالعوامل الاجتماعية كالظروف التي عاشها المجتمع العراقي وما زال خلال الازمات المتتالية من حروب وانفجارات وتهجير وان هذه الاحداث قد تؤدي الى تغيرات في السلوك الاجتماعي للافراد وربما تساهم في انتشار ظاهرة العنف في المجتمع العراقي وملاحظته بأشكاله المختلفة في (البيت ،المدرسة ،والشارع ، والعمل ) لذلك كان من الطبيعي ان يكون الطفل أول المتأثرين بهذه الموجات من العنف لاسباب كثيرة تتعلق بمرحلتهم العمرية الصغيرة وحب الاطفال لتقليد الكبار وملاحظة تصرفاتهم وبألاخص الوالدين لذلك يجب الانتباه لسلوكياتهم لاثرها على شخصية الطفل وتوافقه النفسي الاجتماعي داخل الاسرة والمجتمع. ومما سبق يمكن أن نلخص مشكلة البحث الحالي بالسؤال التالي :- - هل التوافق النفسي الاجتماعي له علاقة بظاهرة العنف لدى أطفال ما قبل المدرسة ؟ ومن خلال ما تقدم يمكن أن تنطلق أهمية البحث من الامور التالية . - يعد البحث الحالي (في حدود علم الباحثة) الذي تناول دراسة العنف لكونه يسبب ضرراً كبيراً على الفرد والمجتمع لما له من أثار خطيرة على البنية النفسية الاجتماعية للفرد . وعلى بنية الاسرة والمجتمع . - تناول مرحلة هامة في حياة الفرد .وهي مرحلة الطفولة المبكرة فاذا أستطعنا بناءها بناءاً سوياً دون ازمات سينعكس ذلك على استقراره الداخلي وتوافقه النفسي الاجتماعي في المراحل القادمه - يعد البحث الحالي (في حدود علم الباحثة) المحاولة الاولى التي تناولت دراسة التوافق النفسي الاجتماعي وعلاقته بظاهرة العنف في مرحلة الطفولة المبكرة. وقد هدف البحث الحالي الى:- - قياس التوافق النفسي الاجتماعي لدى أطفال مرحلة ما قبل المدرسة . - قياس ظاهرة العنف لدى اطفال مرحلة ما قبل المدرسة - العلاقة الارتباطية بين ظاهرة العنف والتوافق النفسي الاجتماعي لدى اطفال ما قبل المدرسة ومن أجل تحقيق أهداف البحث تم تبني مقياس التوافق النفسي الاجتماعي الذي اعده من قبل (الجنابي عام 2002) ومقياس العنف الذي اعده من قبل الحيالي عام 2009) حيث تم تطبيق المقياسيين على عينة من الاطفال بعمر (4-6) سنوات حيث بلغ حجمها (200) طفل وطفلة بعد استخراج الصدق والثبات لهما . وعند القيام بتحليل البيانات من خلال اجابات المعلمات تم التوصل الى :- - أن أطفال مرحلة ما قبل المدرسة يعانون من سوء في توافقهم النفسي الاجتماعي - أن الاطفال مرحلة ما قبل المدرسة يعانون من ظاهرة العنف فيما بينهم . - هناك علاقة ارتباطية عكسية سالبة بين التوافق النفسي الاجتماعي وبين ظاهرة العنف لدى عينة البحث واسناداً لهذه النتائج وضعت الباحثة عدد من التوصيات والمقترحات يمكن الاستفادة منها من قبل المؤسسات التربوية والمجتمعية .