الشخصية العراقية في سياق تكامل الاسرة الحضرية
الكلمات المفتاحية:
الشخصية العراقيةالملخص
يكتسب الفرد حصيلته من المعرفة ليس عن طريق المشاهدة المباشرة والتجارب الخاصة التي يمر بها فقط بل بواسطة التعليم الذي يكتسبه بشكل مباشر عن طريق الاسرة باعتبارها الوسط الوحيد الذي يواجهه الطفل في حياته الاولى بعد الولادة اذ تقوم الاسرة بتعليمه الكلام ثم العادات والتقاليد والاخلاق والدين ... الخ ، وكل الامور الاخرى التي هو بحاجة اليها ، ثم تقوم بقولبة شخصيته وتهيئته ليكون انساناً اجتماعياً ، والتركيز هنا يكون على السنوات الخمسة الاولى من حياته كما يقول العالم (فرويد)
بعدها يبدأ اكتساب معارفه الاخرى من المجتمع الكبير خارج الاسرة عن طريق الاصدقاء (المحلة) ثم المدرسة ، واخيراً مجال العمل .
وهذا التعليم لايمكن ان يكون متشابها عند كل الاشخاص وفي كل المجتمعات وذلك لاختلاف الاسر واختلاف المجتمعات ، فهناك الاسر الممتدة والنووية ، كذلك الريفية والحضرية ، والمفككة والمتماسكة ، وهناك الاسرة في المجتمعات النامية تختلف في طبيعتها عن الاسرة في المجتمعات المتقدمة .
واخذ شكل الاسرة وبنائها ووظائفها يتغير خاصة بعد عملية التحضر التي حدثت بشكل كبير نتيجة التغيرات التكنولوجية السريعة ووسائل الاتصالات المتطورة والذي ادى الى تضعيفعلاقتها بالاقارب والجوار والاصدقاء قياساً بالسابق ، وهي تظهر اكثر اهتماماً بذاتها وبتماسكها وتوفير متطلبات حياتهم الاسرية بافضل الصور ، ولكن لايمنع من انها لاتزال تتعلق برواسب القيم التقليدية من حيث ظواهرها وعلاقتها بالقرابة ، وهذا النمط نجده بشكل خاص في المجتمعات العربية عامة والعراقية خاصة لاحترامها وتماسكها بكل ما هو قديم لحفظ تراثها الاجتماعي والاخلاقي من الضياع .
ولما للشخصية من اهمية كبيرة في المجتمع وبمجموع الشخصيات تتكون الاسرة ، ومن ثم يتكون المجتمع فالاسرة هي نواة المجتمع . زيادة الى ذلك أن التحضر الذي طرأ على المجتمع العراقي فلابد من معرفة اثره على الشخصية وعلى الاسرة لانهما يمثلان المجتمع بشكل عام .
هدف البحث : يكمن في كون الاسرة لها دور مهم في حياة المجتمع باعتبارها النواة الاساسية له والتي عن طريقها نحصل على انماط الشخصية المناسبة للمجتمع اذاتوفرت لها الظروف الملائمة ، كذلك لمعرفة مدى تاثير التحضر على الاسرة من حيث تكوينها ووظائفها وانعكاساتها بالتالي على الشخصية بالنسبة للافراد داخلها .
وسنرى كيف اثرت عملية التحضر على بناء الاسرة وحولتها من ممتدة الى نووية في اغلب المجتمعات المتقدمة منها والنامية .
ومن هذا كله يمكن ان نتطرق الى بعض الامور الاساسية التي تضمنتها هذه الدراسة من تحديد بعض المفاهيم مثل الشخصية والقيم والتحضر والاسرة .
وقد تطرقت الى موضوعات عن الشخصية وبعض سماتها وصفات الشخصية في المجتمع المتحضر ثم تاثير القيم الحضرية على الشخصية ، ثم التعرف على الاسرة وبحث في التنشئة الاجتماعية واهميتها في الموضوع وخصائصها ووظائفها الاسرية ، ودور الوالدين في التنشئة ، بعدها دراسة عن الاسرة وتصنيفاتها وانواع التفكك الأسري،ثم وظائفها وكذلك دور العائلة في تشكيل الشخصية وتاثيرالاسرةالكبيرة والصغيرة على الافراد ، وأخيراً كيفية حل الخلافات الزوجية والتماسك الاسري زيادة الى العوامل التي ادت الى نشوء الاسرة الحضرية ، ثم التحضر ونشأت ظاهرة التحضر ، وعوامل التغير الحضاري والتحضر كونه ظاهرة اجتماعية تؤثر على الاسرة واخيراً الخلاصة والاستنتاجات وقائمة المصادر والمراجع.