اضطراب ما بعد الضغوط الصدمية والعنف لدى طلبة الإعدادية
الكلمات المفتاحية:
اضطراب ما بعد الضغوط الصدمية والعنف , طلبة الإعداديةالملخص
قد يتعرض أي انسان لتهديدات المحيط الذي يتواجد فيه ومع الوقت يدرك جدية هذه التهديدات وأثرها في تغيير حياته. وان من أكثر التهديدات التي يمكن ان يتعرض لها الانسان هي الصدمات النفسية التي غالباً ما ترتبط مع الحروب.
إن اكبر صدمة يمكن للإنسان ان يتلقاها هي تلك المواجهة المفاجئة المصاحبة للتهديد أو مواجهته للموت. فهذه المفاجئة تدفعه إلى التفكير باحتمال نهاية حياته في أي لحظة. وقد ينشأ عن تلك المواجهة اضطراب يرتبط بالتعرض إلى الصدمات وخاصة صدمات الحروب. لذا فمن الضروري دراسة هذا الاضطراب في المجتمع العراقي, لان العراق من أكثر الدول التي تعرضت إلى الكوارث والحروب عبر التاريخ وما تبعها من أحداث مرعبة من دولة الاحتلال مع استمرار العمليات الارهابية من خلال التفجيرات بالعبوات الناسفة والسيارات المفخخة وقتل المدنيين. وان هذه الأحداث قد تؤدي إلى تغيرات في السلوك الاجتماعي للأفراد وربما تساهم في انتشار ظاهرة العنف في المجتمع العراقي وخاصة في السنوات الاخيرة التي اعقبت الاحتلال عام (2003). لذا استهدف البحث الحالي ما يأتي..
- الكشف عن الأشخاص المتعرضين لاضطراب ما بعد الضغوط الصدمية الـ(PTSD) لدى طلبة الإعدادية.
- قياس مستوى اضطراب الـ(PTSD) لدى طلبة الإعدادية.
- التعرف على الفروق ذات الدلالة المعنوية في اضطراب الـ(PTSD) على وفق متغير الجنس (ذكور-اناث).
- قياس مستوى العنف لدى الطلبة المصابين باضطراب الـ(PTSD).
- التعرف على الفروق ذات الدلالة المعنوية في العنف لدى أفراد العينة المصابين باضطراب الـ(PTSD) على وفق متغير الجنس (ذكور- اناث).
- التعرف على طبيعة العلاقة الارتباطية بين متغيري البحث.
ولتحقيق اهداف البحث الحالي قام الباحث ببناء مقياسين هما..
- مقياس اضطراب الـ(PTSD): اعتمد الباحث على المعايير الواردة في تصنيف الجمعية العالمية (الأمريكية) للطب النفسي- المراجعة الرابعة (DSM-IV-1994). في بنائه. ويتكون من محكين الأول تشخيصي للتأكد من تعرض الشخص إلى صدمة نفسية, ولا يدخل ضمن الدرجة الكلية للمقياس. الثاني يتكون من خمسة مجالات هي (استشارة انفعالية دائمة, وتجنب المثيرات المرتبطة بالحادث الصادم, واسترجاع خبرة الحدث الصادم, وضعف المشاعر, وتدني المهارة الاجتماعية) وهذه المجالات تشكل الدرجة الكلية للمقياس.
- مقياس العنف: اعتمد الباحث على عدد من الادبيات والبحوث السابقة في بنائه, وفي ضوء ذلك حدد مجالين للمقياس هما: العنف البدني, العنف ضد الممتلكات. وتكون المقياس بصورته النهائية من (32) فقرة, وهو مقياس خاص بالأشخاص المصابين (المتعرضين والمتأثرين) باضطراب الـ(PTSD).
وقد تحقق في المقياسين الخصائص السايكومترية مثل الصدق المنطقي, والصدق الظاهري الذي تحقق من خلال ابقاء الفقرات التي حصلت على نسبة اتفاق (80%) فما فوق من آراء الخبراء, وصدق البناء الذي تحقق من خلال بعض مؤشراته, إضافة إلى ذلك قام الباحث بإجراء مصفوفة الارتباط الداخلي بين مجالات المقياسين. كما وتحقق ثبات المقياسين بأسلوب إعادة الاختبار. إذ بلغ معامل ثبات مقياس الـ(PTSD) (0,84) ومعامل ثبات مقياس العنف (0,81) وهذا يدل على ان المقياسين يتمتعان بثبات عالٍ. وبعد معالجة البيانات إحصائياً باستخدام الأدوات الإحصائية المناسبة في البحث, أسفرت النتائج عن الأتي:
- ان مستوى اضطراب الـ(PTSD) لدى طلبة المرحلة الإعدادية كان مرتفعاً.
- وجود فروق ذات دلالة معنوية تبعاً لمتغير الجنس ولصالح الذكور في اضطراب الـ(PTSD).
- ان مستوى العنف لدى الطلبة المصابين باضطراب الـ(PTSD) كان مرتفعاً.
- وجود فروق ذات دلالة معنوية تبعاً لمتغير الجنس ولصالح الذكور في العنف.
- وجود علاقة ارتباطيه طردية دالة احصائية بين اضطراب الـ(PTSD) والعنف لدى طلبة المرحلة الإعدادية.
واستناداً إلى هذه النتائج وضع الباحث عدد من التوصيات والمقترحات يمكن الاستفادة منها من قبل مختلف المؤسسات التربوية والمجتمعية.