التسامح الاجتماعي وعلاقته بالتخصص والجنس وأساليب المعاملة الوالدية لدى طلبة جامعة بغداد
الكلمات المفتاحية:
التسامح الاجتماعيالملخص
تعتبر الجامعات العراقية من المؤسسات التربوية الوطنية التي هدفت منذ تأسيسها إلى ترسيخ قيم المواطنة الصالحة وتكريس مفهوم التسامح واحترام الرأي الأخر واعتماد الحوار الهادف، وقد سعت للحفاظ على سمعتها وسمعة خريجيها وبقيت عالية المستوى مرفوعة الرأس وكان خريجوا الجامعات العراقية يحضون بالتقدير العلمي في كل دول العالم. ولكن ما حدث بعد 9/4/2003 حين عمت الفوضى والقهر الاجتماعي وسيادة الاختلافات الفكرية والثقافية والفساد الإداري والفقر تستوجب الوقوف إمامها والتصدي للنتائج التي قد تحدثها في المجتمع العراقي ككل والمجتمع الطلابي في الجامعة بشكل خاص، فظاهرة العنف التي حلت بالمجتمع العراقي هي ظاهرة مغلقة ومؤثرة تستدعي التدخل من قبل الباحثين وأصحاب القرار لتعزيز التسامح الاجتماعي وتشخيصه لان العراق بلد متعدد القوميات والأديان.
فالشحن الطائفي والعرقي المريض الذي ابتليت به منطقتنا وامتنا العربية، علينا جميعاً محاربته واجتثاث جذوره وتعويد طلبتنا على التسامح واحترام الاختلاف الفكري وقطع الطريق أمام أعداء الحياة.
إن سيرة الإحداث للمجتمعات التي لم تأخذ من التسامح منهجاً لها والتي سادها التعصب والجمود الفكري كانت هي الأقل صلة بالتطورات الاجتماعية التي سارت عليها المجتمعات الأخرى (كاشف الغطاء، (2000) ويدعم هذا الرأي Browry (2001) حيث يشير إن التصلب وعدم التسامح من شانه يؤدي إلى عرقلة التقدم الاجتماعي والسياسي والاقتصادي.
إن البحوث والدراسات الحديثة التي اهتمت بسمة التسامح ركزت على أهمية التفاعل الاجتماعي والتنشئة الاجتماعية وأساليب المعاملة الوالديه وأثرها على شخصية الفرد المتسامح أو المتصلب وتوصلت هذه الدراسات إلى إن أساليب المعاملة الوالدية التي تتسم بالقسوة والإكراه تخلق جيلاً يتسم بشخصية متصلبة وغير متسامحة. الحسون (2005) Gross, (2001)، ارجابل (1982) مما سبق فلم يبقى أمامنا للحد من ثقافة الموت والعداء والإقصاء المتفشية في كل مكان من عالمنا سواء نبني قيم التسامح والعدل والعفو والمغفرة لنزع فتيل التوتر وتحويل نقاط الخلاف إلى مساحات للتفاهم والحوار، وهو عمل صعب يستدعي جهوداً يتضافر فيها الخطاب الديني مع السياسي والتربوي ويتطلب تعاون الفرد مع المجتمع والشعب مع القانون والدولة مع الدستور. الغرباوي (2009) وهذا لا يحدث إلا إذا تم تشخيص الخلل ومصادر القوة ووضع البرامج العلمية الهادفة لمعالجة الخلل وتعزيز مصادر القوة في جامعاتنا.
مما تقدم أعلاه يمكن القول إن مشكلة البحث الحالي تتمثل بما يلي:
ما مستوى التسامح الاجتماعي لطلبة الجامعة وهل لهذا التسامح علاقة بأساليب المعاملة الوالدية، والجنس والتخصص؟