توقعات الشباب العربي لمشكلاتهم الاجتماعية في المرحلة الراهنة
الكلمات المفتاحية:
توقعات الشباب العربيالملخص
مشكلة البحث:- تواجه المجتمعات العربية في المرحلة الراهنة ,تحديات كبيرة تستهدف الشاب العربي ،والتأثير عليه في الجوانب الاجتماعية والتربوية والثقافية والاقتصادية والأمنية والسياسية ولغض تسليط الأضواء على هذه الجوانب ولاسيما الجانب الاجتماعي،من هنا تبرز مشكلة البحث الحالي في التعرف على توقعات الشباب العربي لمشكلاتهم الاجتماعية في المرحلة الراهنة .
أهمية البحث:- يعد الشباب عموما والطلبة خصوصا في إي مجتمع من المجتمعات ،هم الأمل وهم المستقبل ،وهم أداة التغيير في إي مجتمع من المجتمعات ،فهم قوة وطاقة بشرية أساسية في المجتمع ،وهم على أعتاب الرجولة الكاملة وفي مرحلة انتقالية حاسمة من عمر الإنسان باتجاه الاعتماد على النفس والذات ،وهم الخلية الحية المتجددة عطاءاً في جسد الأمة أو الأكثر تواصلا وامتدادا في معركة النماء والبناء الحضاري ولذا فهم قاعدة الأمة الناهضة ،وعنوان مستقبلها بل هم صورة ذلك المستقبل وهم الفئة الأكثر عددا بين الفئات العمرية في المجتمع ،على سبيل المثال تشير المجموعة الإحصائية السنوية العراقية إن الشباب من الفئة العمرية (15-30) سنة يشكلون 30%من السكان وإذا استبعدنا منهم دون سن الثامنة عشر تصبح النسبة للشباب إي البالغين 42% في العراق (المشهداني ،1999،ص10) .
إن نجاحنا في توفير عناصر البقاء والنماء وظروف التنشئة الصحيحة والتربية السليمة والبناء القيمي المتماسك للشباب وحمايتهم من الإخطار والمزالق ،نكون قد مهدنا الطريق امامهم لبناء مجتمع الغد على وفق أسس متينة في العدالة والاستقرار وكلما كان البناء متماسكا راسخا كلما تمكنا من التأثير الفعال في شخصية الشاب الملتهبة حماسا وقدرة على العطاء ومواجهة صعاب الحياة وتحدياتها في حين إن إي اهتزاز أو تردي أو فشل في البناء القيمي للشباب والطلبة قد يحولهم إلى خطر يهدد مستقبل الأمة بالضعف والتفكك(محمد ،1999،ص10)
لهذا نجد الأمم والمجتمعات تهتم وتوجه جل جهودها لرعاية اوعداد الشباب ،وتبذل في سبيل ذالك المال والعطاء والوقت والخطط والبرامج وتوجه الأبحاث والدراسات للتعرف على مشكلات الشباب ووجهات نظرهم من اجل تمكنهم نحو تطوير شخصياتهم في جميع المجالات ويكاد ينصب الجهد الأكبر نحو تحصين الشباب فكريا وسياسيا واجتماعيا ونفسيا واقتصاديا وتبصيرهم بما يهددهم من أخطار وتحديات (الدباغ،2003،ص8) .
إن بناء الشباب الصحيح بشكل سليم يعني وضع حجر أساس قوي ومتين لمستقبل مشرق للمجتمع وأي اضطراب أو خلل يصيبهم سوف يؤثر على حركة تقدم المجتمع (النعيمي ،2003،ص98) .
والشباب العربي في الوقت الحاضر لا يقل تطلعا عن الشباب في المجتمعات الأخرى ولكن ما يواجه الشباب العربي في الوقت الحاضر هو التحديات الكبيرة والعقبات والمشكلات التي تستهدف شخصيتهم وبنائهم الفكري والثقافي وسلب حريتهم وانتمائهم الوطني والقومي ولعل الحروب والصراعات والانقسامات التي تسود اليوم في مجتمعاتنا العربية ،اكبر دليل على هذا الاستهداف،إن مهمة تربية الشباب وتوجيههم نحو المثل العليا والتنشئة الصحيحة مهمة ليست بالسهلة ولا باليسيرة فهي تبدأ منذ طور النشأة الأولى وتبدأ منذ السنوات المبكرة من عمر الشخص وسنوات تكوينه وبناء شخصيته لصلة تلك المرحلة بما بعدها ،ولعل اخطر ما يواجه التنشئة السليمة للشباب المظاهر السلوكية السلبية من الانحراف والجريمة والبطالة والمظاهر السلوكية السلبية المنافية أو المتعارضة مع السلوك الاجتماعي السوي ،وان الانحرافات والمشكلات إن لم تقوم وتعالج سوف تتطور إلى انحرافات حادة (اليوزبكي،1971،ص15).
وفي العراق نجد إن العوامل ذات التأثير الأكبر في الدفع نحو المشكلات الاجتماعية هي العوامل البيئية المرتبطة بالعوامل الصعبة التي مر بها ويمر بها الإنسان والمجتمع العراقي نتيجة الاحتلال وتدهور الأحوال الأمنية ،والقتل والتهجير وتدمير البنى الاقتصادية كل ذالك انعكس بإشارة سلبية على الأوضاع الاجتماعية والأمنية والسياسية والاقتصادية والنفسية والقيمة للشريحة الأوسع وهم فئة الشباب وقصور مؤسسات الضبط الاجتماعي في ممارسة وأداء دورها المطلوب نتيجة عوامل وتدخلات عديدة . لهذا انصبت محاولات الأعداء على شريحة الشباب لغرض تفكيك قيمهم الأصيلة وغرس قيم بالية ،لأنهم الفئة الأكثر استجابة للشيء الجديد لذلك تلجأ الدول الاستعمارية إلى تصدير أفكارها وعاداتها للدول العربية لهدف هدم وتخريب طاقات الشباب وإبعادهم عن القيم والعادات العربية التي غرسها الإسلام في نفوس العرب (البدري2001.ص12) وتنطلق أهمية البحث الحالي من استقراء المشكلات الاجتماعية التي تواجه الشباب العربي في مجال البطالة والزواج والانحراف وبما إن شريحة الشباب في المجتمعات العربية فان هذا البحث سيتناول دراسة المشكلات الاجتماعية وتوقعاتهم في المرحلة الراهنة (الزبيدي،2003،ص98).
وتتجلى أهمية الدور التي تؤديه الجامعات في إحداث التغيرات النوعية في الحركة العلمية وتلبية متطلبات خطط التنمية من الملاكات العلمية المطلوبة وصقل شخصية الطالب الجامعي بما يجعل منه قوة وطاقة علمية لخدمة الوطن والأمة،لان بناء الثروة البشرية والعناية بها يفوق إي بناء وكما إن للطلبة دور واضح ومهم في الإسهام في بناء المجتمع التقدمي وقيادته في معظم مجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والتربوية (الدليمي ،1981،ص47).
ويستمد البحث أهميته ايضا من أهمية المشكلات الاجتماعية التي تواجه الشباب الجامعي كونها حالات اجتماعية من الفارق بين ما يتوقعه من علاقات اجتماعية وواقع تلك العلاقات القائمة بينه وبين الآخرين حاليا في العراق.
هدف البحث :- يستهدف البحث الحالي التعرف على توقعات الشباب العربي لمشكلاتهم الاجتماعية في المرحلة الراهنة .
حدود البحث:- يتحدد البحث الحالي بالشباب الجامعي في العراق للعام الدراسي 2006-2007.
تحديد المصطلحات :-
المشكلات الاجتماعية/ social problems:هي الصعوبات والعقبات والأحداث الحالية التي تواجه الشباب يوميا وتشكل لهم تهديدا ومعاناة وتكون عبئا عليهم.
الشباب youth :- مرحلة من مراحل النمو تتصف بالقوة والقدرة على الإنتاج والابتكار وتحدد من عمر 18-25 سنة وتقابل المرحلة الجامعية .