بناء مقياس لآنماط الشخصية على وفق نظريةالانيكرام لدى طلبة الجامعة
الكلمات المفتاحية:
بناء مقياس لآنماط الشخصية , نظريةالانيكرامالملخص
أولاً: مشكلة البحث:
على الرغم من أن كل شخص هو كائن متفرد بحد ذاته ، إلا أن هناك تشابهات مشتركة بين كثير من الناس ، وتشكل هذه التشابهات أنماطآ شخصية يهدف علم النفس إلى دراستها وفهمها.
وقد حاول علماء النفس والمنظرون في مجال الشخصية بناء أنظمة نظرية لتغطية التباين الواسع بين الأفراد في السلوك ضمن المواقف المختلفة. وهدفت جهودهم إلى فهم الدافعية البشرية ، والسلوك عن طريق عملية النمو، إبتداءاً من جمع المعلومات عن الاختلافات بين الأفراد على مستوى الفاعلية والنشاط عند الولادة ، وصولآ إلى دراسة الاتجاهات لدى الشباب ، والاتجاه نحو الموت لدى المسنين.
في ضوء ذلك كله يتضح أن الشخصية والسلوك الإنساني حالة يصعب احتواءها ودراستها وتحليلها ، لذا حاولت نظريات متعددة ومنذ بروز علم النفس كدراسة علمية طرح آرائها فيما يخص تصنيف الأفراد إلى أنماط شخصية ، لغرض تسهيل دراستهم ووضعهم في قوالب معينة على الرغم من الاختلافات الفردية فيما بينهم ، وقد أخذت كل واحدة من هذه النظريات تصنف الأفراد باتجاه معين بحسب منطلقاتها النظرية والفكرية ، أو على وفق المدرسة التي تنتمي إليها.
وقد طُرِحت مؤخراً في مجال علم النفس نظرية حديثة لأنماط الشخصية حاولت أن تستفيد من بعض الآراء التي طرحت في مختلف نظريات أنماط الشخصية ، فبرزت هذه النظرية بشكل يكاد يكون متكامل. وتدعى هذه النظرية بـ(نظرية الانيكرام) ((The Enneagram Theory،التي صنفت الأفراد إلى تسعة أنماط متمايزة فيما بينها من حيث الخصائص ، والسمات المشتركة ضمن النمط الواحد الذي يختلف عن سائر الأنماط الأخرى وهذه الانماط هي (المساعد ، والمنجز ، والمتفرد ، والباحث ، والمخلص ، والمتحمس ، والمتحدي ، وصانع السلام ، والمصلح). وتتوزع هذه الأنماط التسعة على ثلاثة مراكز رئيسة للشخصية فيحتوي كل مركز على ثلاثة أنماط. وهذه المراكز هي (مركز المشاعر، ومركز التفكير، ومركز الغريزة) على الترتيب.
ويمكن ان تتجلى مشكلة البحث في صورة واضحة من خلال عدم توافر صورة عراقية لمقياس انماط الشخصية التسعة على وفق نظام الانيكرام وخصوصا في المجتمع العراقي . لذا جاء هذا البحث محاولاً لسد النقص في المكتبة النفسية العراقية . فانطلق البحث الحالي لبناء مقياس لانماط الشخصية وفقا لنظرية الانيكرام ثم الكشف عن نمط الشخصية السائدة لدى طلبة الجامعة ، والتعرف على الفروق في أنماط الشخصية لدى طلبة الجامعة على وفق متغيرات الجنس والتخصص .