الظواهر السلوكية غير المرغوب فيها لدى مستخدمي الحاسوب والإنترنت
Keywords:
الظواهر السلوكية غير المرغوب فيها , مستخدمي الحاسوب والإنترنتAbstract
أهمية البحث والحاجة إليه:
من مظاهر التواصل الحضاري في جانبه العلمي والتكنولوجي هو متابعة أبناء مجتمعنا ولاسيما الشباب لكل منجز حديث واتخاذه وسيلة للحصول على المعلومات والمعرفة والتسلية، بحيث أصبح هذا التعامل ممارسة يومية حياتية، وهذا دليل على مدى تفتح ذهنية وعقلية ورغبات أبنائنا ومواكبتهم لروح العصر ومتطلباته وتعبيراً صادقاً عنه فضلاً عن إشغال أوقات فراغهم واستثماره بما هو نافع ومفيد، ومن المؤكد أن ذلك سوف ينعكس إيجابياً على نمو وتطور الشخصية وتحقيق أبعادها ولاسيما في مجال النمو المعرفي والعلمي والثقافي.
وبات من الواضح ان مجال الاتصالات إحدى منجزات الثورة المعلوماتية، وحرية تدفق المعلومات وتداولها أهم مايميز عصرنا، وقد أصبح هذا الانفجار المعرفي حقيقة مؤكدة ومن يسيطر على صناعة المعلومات وإنتاجها لاشك إنه يسيطر على تشكيل العقل الحديث ويوجه مساراته وما ينتج عن هذا التشكيل من قيم ومفاهيم وسلوكيات.
لذا يُعد هذا الميدان من أهم ماأفرزته العولمة وأهدافها التي لايمكن إقامة حواجز حقيقية دونها أو الوقوف ضدها أو دفن الرؤوس في الرمال وما نشاهده ونتعامل معه يومياً في مجال تقنية الاتصال كالحاسوب والانترنيت والهواتف النقالة والقنوات الفضائية والإعلامية والتلفزيونية يُقارب الخيال لانتشارها الواسع والكبير ولأنها غدت يوماً بعد آخر أساس الحياة العلمية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية في العالم بل غدت على حد تعبير الكاتب الفرنسي "جاك آتاي" "Jacques Attia" بمثابة قارة سابعة (17: ص73).
وأصبحت الأدبيات المختلفة منذ التسعينيات من هذا القرن تتداول مصطلحات مختلفة تعبر عن هذا الاتجاه مثل، القرية الكونية، الكوكبية، قرية صغيرة. النظام العالمي الجديد. وتعكس تطلعاً متفائلاً لفجر القرن المقبل الذي سوف نعيش فيه كعائلة واحدة وتشكيل مجتمع المعلوماتية أو المجتمع المعرفي الذي تتسع المعرفة فيه باستمرار. ويراهن خبراء المستقبل على صيرورتها كركيزة أساسية من ركائز التنمية البشرية وبناء مجتمع الألفية الثالثة (7: ص9) القائم على ثورة الاتصالات والمعلومات والاقتصاد والمال وثورة العلم والمعرفة وتحول السلطة كما أوضحها (توفلر Toffler) والثورة في عالم الموروثات والجينات والتقنيات البيولوجية (17: ص15).
واستطاعت التكنولوجيا أن تصبح إحدى مميزات المجتمعات المعاصرة وتفرض سيطرتها عليها بحيث يبدو الإنسان كما لو كان عبداً خاضعاً لها تماماً مسلوب الإرادة أمام سيطرتها (2: ص30). بعد أن انهارت حواجز الزمان والمكان فتجاوز تزامن الأنماط والقيم والأمزجة والأشكال والمباني والثقافات الذي شكل حالة اجتماعية وثقافية وسياسية جديدة لم يعهد مثلها المجتمع البشري من قبل(23: ص129).
إذن ليس المقصود من التكنولوجيا هنا الآلات والأجهزة وما شاكلها وإنما المقصود في المحل الأول هو التكنولوجيا بعدها أسلوباً للتفكير أو السلوك والعلاقات الاجتماعية والتوجهات النفسية وقوة هائلة أفلحت بأن تسبغ نوعاً من الدقة والكفاءة على العقل الإنساني بشكل غير مسبوق في نظرته إلى العالم وتناوله شؤون الحياة اليومية (2: ص130).
بحيث أدت هذه التحولات الكونية إلى الانتقال والتحول من الثقافات والأنماط المعيشية المحلية أو بعضها المحكومة بعناصر ومتغيرات مغرقة في المحلية والقطرية إلى ثقافات كونية أو انها في شكلها الأخير قد أصبحت أنماطاً ورموزاً وأشكالاً عبر قطرية أو عبر قومية (23: ص130).
إنها تمثل نوعاً من التوجه الذهني إزاء مشكلات الحياة والفرد والمجتمع لاسيما ان لديها القدرة على تطوير نفسها وتوسيع مجالات استخدامها بما يتفق ومستجدات الحياة والأوضاع الجديدة نتيجة للتقدم التكنولوجي ذاته (2: ص30).