"افكار للبرهنة والاثبات نحو رؤية جديدة في القياس النفسي والتقويم التربوي" فقرات المقاييس النفسية بين التحليل المنطقي والظاهري (للمحكمين الخبراء والمختصين) وبين التحليل الإحصائي و العاملي

المؤلفون

  • وجدان جعفر جواد عبد المهدي الحكاك مركز البحوث التربوية والنفسية / جامعة بغداد

الكلمات المفتاحية:

افكار للبرهنة والاثبات , القياس النفسي , التقويم التربوي

الملخص

   تحسست الباحثة مشكلتها من التأخير الذي يتعرض له الباحثين جميعا في انتظار تقويم مقاييسهم من قبل الخبراء الواجب عليهم الأخذ بآرائهم لاستخراج الصدق الظاهري كخطوة مهمة أولى في بناء المقاييس أيا كانت، ثم اختلاف الرأي بين الخبراء حول الفقرات مهما كانت اختصاصاتهم، مما يؤدي إلى الحيرة في الإبقاء على هذه الفقرات أو حذفها؟ أم تجاهل آرائهم والإبقاء على رأي الباحث ذاته؟ او على ما يتفق عليه مع المشرف اذا كان طالبا؟ ولا سيما إذا كانت لمفاهيم حديثة بنائها جديد.

   لذلك سعت الباحثة إلى محاولة إيجاد حل لمشكلتها باجراء تجربة لخطوات تجارب بناء المقاييس كضرورات اساسية معتمدة في عمليات البناء، مثل تجربة التحليل المنطقي لاستخراج الصدق الظاهري، والتحقق من مدى الافادة منها، وهل ممكن الاستغناء عنها بشكل عام؟ أو قد تكون هناك استثناءات في المقاييس او في اختيار الخبراء؟ بمقارنة نتائج هذه الخطوة بنتائج تجارب التحليل الاحصائي والعاملي كخطوات اخرى، ثم تحديد اي من هذه الخطوات او التجارب يعتمد عليها في النتائج النهائية لبناء المقاييس؟ بحسب اجراءات كل منها وحقيقة نتائجه ودقتها في تحقيق اهم شيء مطلوب من اجراءات بناء المفاهيم وهو الصدق (Validity)، الذي نبحث عنه منذ الوهلة الاولى لعملية البناء من اجل الاجابة عن السؤال: هل صمم المقياس ليقيس فعلا ما وضع لاجل قياسه؟ ولاي مدى؟ 

   وحددت الباحثة أدواتها بثلاثة مقاييس لتجارب البناء فتوصلت الى النتائج الآتية:

   على الرغم من اختلاف المفاهيم النظرية التي تقيسها هذه الادوات وعدد فقراتها وعيناتها، فهي بين مقاييس اجنبية بتعريفاتها ومكوناتها وبناءها وعيناتها، وبين مقياس محلي بتعريفه ومكوناته وبناءه وعينته، فقد تشابهت نتائج تجارب التحليل المنطقي لاستخراج الصدق الظاهري بينها في كونها كانت تجارب سطحية تتضمن تعديلات اكثرها نحوية ولغوية، فهي لم تحذف الا فقرتين فقط، من اصل اعداد فقرات المقاييس الثلاثة البالغة (58) فقرة لمقياس الذكاء الانفعالي، و(24) فقرة لمقياس الترابط الاجتماعي، و(90) فقرة لمقياس الصلابة النفسية على التوالي، احداها كررت لكشف صدق الاستجابة، والثانية جدلية، على الرغم من اختلاف الاشخاص المقدم اليهم المقاييس سواء في الخبرة او الاختصاص العام الدقيق، بينما اختلفت نتائج تجارب التحليل الاحصائي والعاملي بينها من مقياس احتفظ بفقراته جميعها الى مقاييس اختزلت فقراتها الى النصف تقريبا، فمن اصل (58)، و(24)، و(90) فقرة، اصبحت (44)، و(24)، و(46) فقرة، على التوالي، بصيغها النهائية. مما يجعلنا نقف وقفة تامل وتفكير في هذه النتائج، لا سيما اذا كنا متاكدين من صحة الاجراءات الاحصائية المتبعة في بناء المقاييس هذه، ولابد ان نسال انفسنا:

س/ على اي النتائج سنتعتمد في شكل الصيغة النهائية للمقاييس هذه؟

س/ هل نعتمد على نتائج التحليل المنطقي لاستخراج الصدق الظاهري؟ ((وهو اصلا صدق سطحي ظاهري يبين ما يبدو وما يظهر خارجيا للمقياس انه يقيسه، وهو صدق يتاثر بالاحكام الذاتية للاشخاص الذين يعتمد عليهم في استخراجه وما يبنى على الذاتية والآراء الشخصية يبتعد لا محالة عن الموضوعية والدقة، واغلبها تعديلات نحوية ولغوية، او انها مجرد تقديم وتاخير للكلمات، فهي لم تكن في معنى وصياغة ومستوى الفقرة، ومع بعض المراجعة الدقيقة لها بين الباحث والمشرف وخبير لغوي ومختص في القياس تصحح بكل سهولة بوقت وجهد اقل بكثير مما لو قدم لاشخاص عدة وكل يدلو باجتهاده الشخصي)).

 س/ ام نعتمد على نتائج التحليل الاحصائي والعاملي لاستخراج الصدق البنائي الحقيقي؟ ((وهي نتائج دقيقة احصائية وتجريبية تبين الجذور الحقيقية الكامنة للمفاهيم وتفسر الارتباطات القوية بين المكونات الاصلية لمحتوى فقرات المقاييس من الارتباطات الضعيفة، مهما تغير عدد الفقرات او اختزل، وهي نتائج لم تبقي عدد الفقرات كما هو، مما يجعل الباحث في حيرة في التصرف تجاهها، هل يبقي على فقراته التي اعدها لمفهومه بتعب وعناء واستشار من استطاع لاستخراج الصدق الظاهري، وكل ادلى بدلوه؟ ام يعتمد على نتائج التحليل الاحصائي والعاملي تحديدا؟ الذي يعد الخطوة والاكثر دقة في كشف الارتباطات بين الفقرات واصولها وكونها تقيس فعلا ما صممت لاجل قياسه فقط ولا شيء سواه، وتحسم العدد النهائي لفقرات المقاييس المبحوثة؟ .... س/ ام على ماذا يعتمد؟

   هنا سيقف اي باحث علمي امام هذه النتائج وقد يقول في نفسه"اذا لماذا هذا التاخير في العمل والاجراءات ولماذا كل هذا التعب والعناء في اضاعة الوقت والجهد والمال، اليس من الاجدر اجراء العمل الاحصائي والعاملي واعطيه الوقت والجهد والمال كله، لان نتائجه هي الاكثر دقة وهي المعتمدة في البناء، فالباحثين دائما يجرون تجارب البناء جميعها كخطوات اساسية معتمدة لكنهم ياخذون بالنتائج النهائية فقط"

واخيرا توصي الباحثة كل المعنيين بهذا الموضوع العلمي، الاخذ بهذه النتائج واعتماد هذه الاجراءات بديلا عن الخطوة الاولى في بناء المقاييس تحقيقا للدقة العلمية واختصارا للوقت والجهد والمال والعناء.

وتقترح الباحثة اعداد كراس خاص بخطوات اعداد وبناء فقرات المقاييس النفسية يتضمن الملاحظات جميعها التي يمكن ان تساعد الباحثين في اعداد وصياغة فقرات دقيقة لا تحتاج الى تعديلات من اي نوع حتى تقيس المفاهيم التي اعدت لاجل قياسها ولا شيء سواها.

التنزيلات

منشور

2012-07-01

إصدار

القسم

المقالات