العلاج النفسي في كتاب ( الطب الروحاني ) لأبي بكر محمد بن زكريا الرازي

المؤلفون

  • طه جزاع جامعة بغداد / مركز البحوث التربوية والنفسية

الكلمات المفتاحية:

,العلاج النفسي , الطب الروحاني لأبي بكر محمد بن زكريا الرازي

الملخص

  ولد ابو بكر محمد بن زكريا الرازي في الري سنة 250هـ (864م) وتعمق في الطب والكيمياء والفلك والأدب والفلسفة وهو أحد مشاهير الاطباء في زمانه وهذا هو السبب الذي دعاه لأن يتنقل من بلاط الى اَخر , ولم ينعم بالأستقرار في حياته بالنظر الى تقلب الأهواء والاُمراء وأضطراب الأحوال السياسية . قام برحلات كثيرة , وعهدت اليه ادارة بيمارستان ( مصح ومشفى ) الري ثم قام  بهذه المهمة نفسها في بغداد.

لقب بـ( طبيب المسلمين ) و( جالينوس العرب ) وأصبح أشهر طبيب في القرون الوسطى على الأطلاق , وأطلق عليه الغرب أسم Rhazes ( رازيس )  تذكيراً بأنه من الري وتمييزاً له عن عدة مفكرين اَخرين عرفوا بأسم الرازي , وترجمت كتبه الطبية الى اللغة اللاتينية تحت هذا الأسم في الغرب كله , وبقيت مؤلفاته العلمية هي وحدها المعروفة مدة طويلة ، وهي تبحث على وجه خاص في الطب والكيمياء وماتزال أوربا وأمريكا تعترفان بجهوده في هذا المضمار , فقد خصصت جامعة ( برنستون ) في أمريكا بناية ضخمة تضم اَثار الرازي لكونه واحداً من رواد الحضارة ( عبد العزيز 1977: 54 ) .

 لقد أمضى الرازي في الري باكورة عمره وشبابه , فدرس الأدب , والموسيقى , والطب , والفلسفة , وكان المجتمع العربي الاسلامي يحتم على الطبيب معرفة الفلسفة , فلا غرابة أن تدخل في علم الطب النظريات الرياضية , والطبيعية والمنطقية , كما كان يستوجب على الطبيب الألمام بخصائص الأغذية والأدوية وبعلم الكيمياء , وإن يمارس عمله وفقاً لمناهج رياضية منطقية , وكان ذلك هو مفهوم الفلسفة عند علماء القرن التاسع الميلادي, ومن ثم فأن الرازي يعد من أعظم فلاسفة ذلك العصر , فقد كان ينظر الى الفلسفة على أنها طريق الخلاص من كل المكدرات , فهي أداة التطهير التي تخلصنا مما نعانيه من اَلام هذا العالم  وهو عالم وفق رأيه يستشري فيه الشر الذي يتفوق على الخير , فحسب المرء أن ينعم بقليل من الراحة حتى يهنأ ويلتذ , ولعل ذلك هو الذي دفع الرازي لأن يحدد مفهوم اللذة بقوله : إنها ليست إلا الراحة من الألم , فاللذة عنده , هي دفع الألم , فلا توجد لذة إلا على أثر ألم , فهي حس مريح , ولعله إنجذب الى مهنة الطب لكي يخفف من وطأة الألم الذي يعانيه الأنسان في حياته .

يذكر أن الرازي عاد بعد جولاته الى الري المدينة التي ولد فيها , وتوفي فيها سنة 313هـ بحسب بعض المصادر , أو سنة 315هـ بحسب مصادر اُخرى , وهناك من يجعل وفاته سنة 320هـ (932م) في بغداد ,وقد أُصيب في اَخر عمره بنزول الماء  في عينيه حتى عمي , رافضا العلاج بقوله ( لقد أبصرت من الدنيا حتى مللت منها ) . 

 

التنزيلات

منشور

2008-10-01

إصدار

القسم

المقالات