قياس المسؤولية الاجتماعية لدى طلبة جامعة القادسية
الكلمات المفتاحية:
المسؤولية الاجتماعيةالملخص
أهمية البحث والحاجة إليه:
تبدو لنا المسؤولية الاجتماعية بأنها أحدى الخصائص التي يكتسبها الفرد من بيئته الاجتماعية, بتأثير مجموعة القيم التي تحكم سلوك الأفراد في ذلك المجتمع فتبدأ المسؤولية الاجتماعية بأولى صورها على شكل إدراك الفرد لمتطلبات المجتمع وإدراكه لدوره في المساهمة في أنجاز تلك المتطلبات, وفي الواقع إن الإدراك لوحده لا يكفي لان يمارس الفرد مسؤوليته داخل المجتمع, فيظهر المستوى الأخر وهو الشعور بالمسؤولية الاجتماعية وهذا المستوى يبدو أكثر نضجا وأكثر أهمية من الإدراك لان التحسس بالواجبات والالتزامات الاجتماعية يظهر بصورته الواقعية. أما المستوى الأخر فهو ممارسة المسؤولية الاجتماعية بصورة فعلية وبأنماط سلوكية متعددة تجسد التزام الفرد تجاه المجتمع وهذا المستوى هو الذي استهدفناه في هذا البحث, لأنه يعكس بصورة واضحة إدراك الفرد وشعوره بالمسؤولية الاجتماعية والتزامه بمضمونها.
وتعد المسؤولية Responsibility من الموضوعات المهمة في أي مجتمع من المجتمعات الإنسانية, وتزداد أهميتها بازدياد درجة التنظيم الاجتماعي في هذه المجتمعات, حيث يتطلب ذلك تشريعات خاصة لضبط ألوان النشاط الإنساني في المجتمع وبخاصة عندما يكون هذا النشاط ذا صبغة اجتماعية أو أخلاقية, أو أي نشاط أخر مرتبط بالفعل الإنساني داخل المجتمع. (الخوالدة 1987 ص126).
وهناك صلة وثيقة بين المستوى العلمي والثقافي والمسؤولية الاجتماعية, حيث يعد طلبة الجامعات من الذين يحظون بمستوى علمي وثقافي ووعي وطني فيتوقع من طلبة الجامعات إن يتمتعوا بأنماط سلوكية تناسب مستواهم العلمي والثقافي فعليهم القيام بأنشطة, كالمبادأة لفعل الخير والتعاون, والمشاركة الوجدانية, وتوازن الحالة المزاجية, والهدوء والشعور بالمسؤولية وممارستها والولاء للوطن والحرص على أداء الواجب والالتزام بالمثل العليا. (زهران 1977 ص251).
وتعد المسؤولية قضية حيوية لارتباطها بمهمة تحديد الأفعال والممارسات الإنسانية ويترتب على أفعال الإنسان من نتائج ايجابية أو سلبية داخل الكيان الاجتماعي ولهذا فان تربية الفرد على تحمل مسؤولياته تجاه ما يصدر عنه من أقوال وأفعال تعد مسالة في غاية الأهمية لتنظيم الحياة داخل المجتمع الإنساني ويتحمل أفراد المجتمع مسؤولياتهم المختلفة ومنها المسؤولية الاجتماعية -موضوع البحث- Social Responsibility والمسؤولية القانونية Low Responsibility لتحقيق الاستقرار في حياتهم والطمأنينة فيما بينهم, فيستمتعون بالعدل ويشعرون بالأمن النفسي والاجتماعي في حياتهم الخاصة والعامة. وهذا يمكنهم من اختيار السلوك الامثل بفعل ما تشيعه حساسية المسؤولية في نفوسهم من حرص ووعي واهتمام ومشاركة تجاه أفراد المجتمع الآخرين وهم يمارسون أدوارهم الاجتماعية. (بدوي 1975 ص124).
وتعد المسؤولية الاجتماعية من الموضوعات المهمة في أي مجتمع إنساني لارتباطها بمهمة تحديد وضبط سلوك الأفراد داخل المجتمع وتعتمد على عدة عناصر كالإدراك والشعور والممارسة الفعلية للسلوك الدال عليها, فالإحساس الكامل بالالتزامات الاجتماعية بين الأفراد وممارسة السلوك الذي ينسجم مع مضامين القيم والأعراف الاجتماعية, وفي الوقت نفسه تخلي الأفراد عن ممارسة كل ما يؤدي إلى خرق أو تحريف تلك القيم أو الأعراف السائدة في المجتمع.
إن من أولى المهمات التي يجب إن يتحسسها طلبة الجامعة هي المسؤولية الاجتماعية, فهم الصفوة المثقفة التي تحمل ركائز بناء المجتمع والتي ستتحمل بناء أسس المسؤولية الاجتماعية للمجتمع الجديد, والطالب الجامعي من أكثر أفراد المجتمع تحسبا لمتطلبات مراحل الحياة, فالمسؤولية الاجتماعية تفرض عليه الالتزام بالعمل الجاد والمستمر, لكي يؤدي دوره المطلوب في المجتمع وعليه إن يهيأ ظروف ملائمة للعمل, وان يتأكد بأن مسؤوليته الجديدة سيكون مصيرها النجاح وليس الفشل. (عبد المجيد 1962 ص32).
فهناك عدد من المجالات يمكن إن يمارس فيها طلبة الجامعة مسؤولياتهم الاجتماعية, تبدأ من المسؤولية إزاء الذات مرورا بالمسؤولية تجاه أبناء المجتمع المحلي وانتهاءا بالمسؤولية إزاء المجتمع الإنساني بأسره.