الضغــــوط المهنية وعلاقتها بالتوافق المهني لــدى أســــاتذة الجـــــامعـــة

Abstract

تكمن المشكلة  في ان معظم العاملين في عصرنا الحالي يواجهون انواعا متعددة من الضغوط اثناء العمل، ولهذا يعد اتجاه العامل نحو دوره في العمل عنصر مهم في زيادة الاداء الوظيفي وتحقيق التوافق النفسي السوي للعامل داخل عمله.

ان هناك ضغوط في بيئة العمل قد تسبب الشعور بالتوتر وتكمن خطورة الضغوط في الاصابة بالاحتراق النفسي والتي تتمثل في حالات التشاؤم واللامبالاة وعدم دقة الاداء وسوء التوافق العام والقيام بالواجبات بصورة تفتقر الى الاندماج الوجداني الذي يعتبر احد الركائز الاساسية في مهنة التدريس والطب وغيرهما

بناء على ما سبق فان الضغوط النفسية والمهنية يمكنها ان تتحول الى مشاكل صحية ومهنية مدمرة للكائن الحي وقد تكون هذه المشاكل مفجعة خاصة في حالة امراض القلب نظرا لان اول مؤشر للضغوط الحادة يمكن ان يكون الموت المفاجىء. وهناك العديد من الدراسات التي ربطت الضغط الزائد باعراض جسدية ونفسية ومهنية وباوجاع الراس والظهر وضعف الاداء وسوء التوافق، خاصة ما تشير اليه احصائية بعض الدراسات بان الضغط المهني يترتب عليه حالات خطيرة تاتي في مقدمتها امراض القلب الذي يصل عدد الوفيات فيها الى 27350حالة.

لابد من الاشارة الى ان العلاقة بين الضغوط في العمل والاداء ليست علاقة بسيطة بل هي معقدة اكثر مما يتصورها العديد منا، كون هذه العلاقة ترتبط بالمهمة التي يؤديها العامل وكون هذا يتطلب الاخذ في الاعتبار بمصادر الضغط ونوع الاداء المقاس والعوامل الشخصية كالعمر والخبرة والجنس.                

وتكمن خطورة هذه المشكلة فيما يترتب عليها من اثار سلبية عندما يواجه الفرد ضغوط عالية لا يستطيع تحملها، وهذه النتائج لها صور متعددة كونها تشمل الجوانب الصحية والسلوكية والانفعالية والعقلية للفرد، وتعرض صحة الفرد لكثير من المتاعب ينتج عنها امراض اكثر حدة ومن الممكن ان تضعف التوافق المهني للفرد او يكون غير متوافق مع نفسه او مع عمله، واخيرا تؤدي به الى الانقطاع عن العمل تماما.

 ولما كان معظم الناس يواجهون انواع متعددة من الضغوط اثناء عملهم سواء أكان بسبب العمل او خارجا عنه فان ذلك ادى الى زيادة اهتمام الباحثين بعلم النفس والصحة النفسية ودراسة السلوك التنظيمي خاصة، وهذا راجع الى الاثار التي يتركها العمل على الفرد سواء اكانت اثار نفسية او مهنية او سلوكية وسواء كانت في البيت او العمل او الشارع.

من هنا فان دراسة موضوع الضغوط وعلاقتها بالتوافق المهني لأساتذة الجامعة يعد مهما بسبب أهمية عينة البحث في المجتمع وأهمية المتغيرين لكونها من صميم الحياة اليومية ,فضلا عن إنها تمثل حالات من المعاناة اليومية لأساتذة الجامعة والذي قد يرتبط بشكل او بأخر بالتوافق المهني لهم وهذا ما يحاول البحث الحالي دراسته.