البناء النفسي في القرآن الكريم
الكلمات المفتاحية:
البناء النفسي في القرآن الكريمالملخص
تناول هذا البحث البناء النفسي في القران الكريم, وقامت الباحثة بعرض عام لاهمية البخث والحاجة البه .بنى القران الكريم النفوس على الايمان والتقوى ، وكلما كان البناء جيداً كان الالتزام بمنهج القران الكريم جلياً واضحاً ، لان القران الكريم بنى لهذه النفوس طريقاً لن تضله ابداً فلكي تستطيع ان تحدث تعديلاً او تغييراً في شخصية انسان وفي سلوكه فمن الضروري ان تقوم بتعديل او تغيير افكاره واتجاهاته اذ ان سلوك الانسان يتأثر تأثيراً كبيراً بافكاره واتجاهاته , وقد نزل القران الكريم لتغيير افكار الناس واتجاهاتهم وسلوكهم ولهدايتهم وتغيير ما هم فيه من ضلالة وجهل وتوجيههم الى ما فيه صلاحهم وخيرهم ، ومدهم بافكار جديدة عن طبيعة الانسان ورسالته في الحياة وبقيم واخلاق جديدة ومثل عليا للحياة .
ولهذا كان الدافع لاختيار هذا البحث الذي كان بعنوان " البناء النفسي في القران الكريم ", بعد ذلك تطرقت الباحـثة إلى الهــدف العـام حيث ان البحث يهـدف إلى تعرف ة البناء النفسي في القران الكريم , ولتحقــيق هدف البحــث تناولـت الباحــثة القرآن الكريم وكتــب الحديـث المعتمـدة , أما منهج البحث فقد اعتمدت الباحثة المنهج الوصفي التحليلي , و بعـ ذلك تطرقـت الباحـثة عن البناء النفسي في القران الكريم وقسمته الى اربعة اقسام .
فكان الاول عن الايمان بهقيدة التوحيد ، وكبف لها الاثر في بناء النفس ، لان الايمان بهذه العقيدة يبعث الطمانينة غب النغس ، اما الثاني فكان عن الايمان والشعور بالامن لان الايمان يحقق الامان والاستقرار ، اما الثالث فكان عن الايمان بالانتماء الى الجماعة ، لان طبيعة النفس تحب الاجتماع وذلك لان المؤمن قوي باخيه ، وياتي القسم الرابع الذي تكلمت فيه على العبادات التي هي اساس انشراح النفس ، لما في الصلاة والصوم والحج والزكاة من اشراقات وفيوضات تعود على النفس بالراحة والطمانينة ، اما عن حساب النفس واليقظة الدائمة فأن من خلال الصبر وذكر الله عز وجل ، والتوبة ، والاستغفار فكل هذه محطات يتزود منها المؤمن وقوده ليكون دائما مع الله عز وجل والذي يكون مع الله عز وجل فلا يتسرب الى قلبه القلق والفوضى .
اما عن البناء الموضوعي للذات فكان من خلال معرفة حدود الذات والتثبت ، ونبذ الابائية ، وانصاف الناس وعدم هضم حقوقهم ، وكل هذه اشارات يجب على المؤمن ان يتوقف عندها ، لكي يكون شخصية متزنة تنظر الى الامور بدقة وموضوعية .
وخرج البحث بالعديد من النتائج منها :
- ان لكل ذات حدود وقدرات ، ومعرفتها تبعث في النفس الانسانية نوعاً من الاطمئنان النفسي ، والهدوء الذي لا بد منه لاعادة التوازن الى كل سلوك فيكون منضبطاً تحت حدود الطاقة او الوسع ، وبذلك يضع حداً لما نراه من الطيش او الغرور وما يرافقه من التهور المؤدي الى الكبر او التكبر ، الذي حرمه الله ( عزوجل ) كمظهر من مظاهر مشاركة الله تعالى في بعض صفاته ، وهذا ما لايليق بالمسلم .
- ان هضم حقوق الاخرين ، واشاعة الظلم والعدوان ، وغيرها من معالم الظلم والاستبداد والتكبر والعنت وما اليها كلها تصيب المجتمع بنوع من الاحباط وتعرقل عملية التقدم الحضاري والفكري ، ثم النفسي ، وتحطم في المجتمع تلك القدرة على الخلق والابداع وتصرفه عن منهج الله تعالى في الاستخلاف .
- ان الاعتراف سيد الادلة كما يقولون ، وقدرة انسان وطاقته محدودة ، ومع ذلك عد بذل الوسع جهاداً ، مهما كان نوعه ، وجزاء المعاهد الجنة ، وعندما يخالط الهوى بعض مظاهر عمل المسلم ، فان لذلك اثر بالغ في نفس المؤمن الفطن ، حتى اذا احس بذلك بادر الى تصحيح الخطأ ، والاقلاع عنه ، وتلك التي عبر عنها القرآن الكريم بالتوبه ، ومن المظاهر الصادقة في النفس المؤمنة المبادرة فوراً الى علاج هذا الداء ، بالاقلاع عن تكرار الخطأ والندم عليه ، فيتحول العلاج الى سلاح فعال في بناء النفس القوية الثابتة .
- وتلك مرونة ذهنية تربط حياة المؤمن وتفكيره برباط وثيق من التفكر والتدبر ، والتعلم المستمر المتوازن الذي ان وجد فيه راحة نفسية ، غير سلوكه نحوها ، وهو اصل التعلم بلاشك الذي حث الاسلام عليه وامر به ، وتلك المرونة وذلك التعلم ، هو الذي حول العربي في مكة ، بعد ايمانه الى انسان اخر ، طوى من حياته كل صفحات الماضي المؤلم ، وظل ينظر الى امام ، ومن فوق الى كل القيم التي رفضها الاسلام بينما تراه يتمسك بقوة لا نظير لها بما امره الاسلام وما دعا اليه .
- الايمان يجعل المؤمن صاحب شخصية متوازنة وهي الشخصية التي دعى اليها القرآن الكريم .
- ويقرر البحث امراً مهماً ان النصر مع الايمان ، ولا يعني هذا عدم الاخذ بالاسباب ولكن التوكل على الله مع الايمان .
- التخلف عن الجهاد امر لا يرضى به الله ( عزوجل ) لما فيه من اثر نفسي مريد في نفوس المتخلفين اولاً ، وفي نفوس القادة ثانياً .