مناهج تربية الموهوبين والمتفوقين: المنهج الاثرائي أنموذجا

الملخص

يعد الموهوبون (Talent ،(والمتفوقون (Gifted (ثروة بشرية قومية لابد من استثمارها،
واستغلالها بالشكل المناسب، فتطور المجتمعات يعتمد على انجازات أفرادها الموهوبين والمتفوقين
والمبدعين، وعندما لا يتم تقديم الرعاية المناسبة لهم فأننا لا نحرم المجتمع من انجازاتهم فحسب،
بل نحرمهم من حقوقهم الأساسية في تحقيق ذواتهم.
ورغم هذا الاهتمام بالموه وبين والمتفوقين إلا أنهم لا يزالون أقل الفئات الخاصة حظـاً فـي
تقديم خدمات تربوية، وبرامج رعاية تناسبهم، إذا ما قورنوا بالفئات الخاصة الأخرى، وبعـد إدراك
مخططي التعليم لأهمية هذه الفئة في تقدم المجتمع بدأ توجيه الاهتمام لهم، وتقديم برامج خاصـة
لهم، وتخطيط أنظمة مختلفة لرعايتهم.
إن مناهج التعليم العام لا تتوافق وقدرات الطلاب الموهوبين العقلية، ولا تلبي حاجاتهم النفسية
والاجتماعية، وإن نسبة كبيرة من المتسربين من طلاب التعليم العام هم من الموهوبين، وذلك نتيجة
الملل الذي يشعرون به من تكرار ما قد تمكنوا منه، أو نتيجة لعدم احتواء المـنهج علـى عنـصر
التحدي، وعلى الرغم من التفوق الدراسي الذي يظهره عدد كبير من الموهوبين في مدارس التعلـيم
العام، إلا أن 50 %من أوقات تواجدهم في المدرسة تذهب دون فائدة تذكر (بخيت، 2007 ، ص
.(68
تعتبر عملية تخطيط المناهج من العمليات المعقدة في تربية وتعليم الموهـوبين، لعـدم وجـود
منهاج موحد يلاءم جميع الطلاب، وإنما أفضل برنامج للطلبة الموهوبين هو ذلك البرنـامج الـذي
يلبي احتياجاتهم المختلفة واهتماماتهم المتنوعة(طلبة، 2007 ،ص23 .(ولما تتطلبه هذه المنـاهج
من جهد ووقت ومصادر غنية وتدريب عالٍ، مما يجعل الكثير من العاملين في مجال تربيـة وتعلـيم
الموهوبين يلجأون إلى المناهج الجاهزة (السرور، 2003 ،ص163 .(وفسر طلبـة (2007 ،ص 23 (
تعقد عملية تصميم مناهج الموهوبين إلى اختلاف نواحي القوة والضعف فـي مجـالات الموهبـة،
والاهتمامات والخبرات التعليمية والسمات والقدرات، وتميز الطلاب الموهوبين بخصائص وسـمات
تجعلهم مختلفين عن سواهم من الطلاب، بالإضافة إلى اتساع قدراتهم الخاصة وسرعة تحـصيلهم
ونموهم، وأيضا تنوع أدائهم في المجالات الأكاديمية والمعرفية.